من طرف بابا سمير الأحد 18 نوفمبر 2007 - 9:00لقاء الأحد (2)الركب الساجدة :
ليس من يدعو بإسمك .. أو يتنبه ليتمسك بك ’’
إش64 :6
لم أجد خوفا وهلعا ورعبا مرتسما على وجه إبليس أكثر من رؤيته لركبا جاثية .. تصلى من إجل .. ضحية من ضحاياه .. فالمصلى فى حرب شعواء مع الشيطان فهو على وشك الفوز بضحيته ..
ولكن الصلاة إختطفت ضحيته .. وحولتها للإتجاه المعاكس .. ناحية الرب يسوع .. فى نهاية الصراع يدحر إبليس ويفوز المصلى ..
وكل مصلى يعلم بل يعرف كيف يهزم القوى المعاكسة فى الصلاة .. فهى جنود شر روحيه ,, وقوى شيطانية خبيثة ..نحاول زعزعتك فى الثقة فى إلهك .. وتحاول النيل من مقدار هذه الثقة .. ولكنك محاصر بروح الله القدير .. فلا مكان لمملكة الشر هنا ..
ولعلك عزيزى .. تجد فى العالم .. آلاف الأشياء .. تستحق أن تصلى من أجلها .. .. فليست مطالبنا وحدها التى تستحق أن نصلى لها ومن أجلها .. فكيف نعيش فى عالم يخلوا من الدعاء والإبتهال إلى الله .. إن وجودنا فى إستقرار وطمأنينه .. مرهون بطلباتنا إلى الرب أن يزيح عن كاهل هذا العالم .. الشر المتريص به ... ويوقف تيار الكراهيات بين الدول وبعضها ..
إن ميادين الصلاة رائعة .. وكلها تجتذب أذنى الله .. المستمع .. والمصغى .. والعامل بكل شغف ..لإستجابة صلاتك ..إنه يحول غير المستطاع إلى يسر ويحيل التراب إلى تبر .. ويذيب القلوب القاسية .. ويعيد الصلات المقطوعة بين الناس وبعضها ..
كم باعدت الخطية بين العائلات والأهل .. ولكن صلاة حارة من تقى أو تقية .. تحرك قلب الله ليعمل على إعادة صلات الرحم الممزقة لتعاد العلاقات الطبيعية بين الببشر وبعضهم ..
هل جربت أن تصلى إلى من أساءوا إليك .. بدلا .. من كراهيتهم .. قال صاحب صيدلية قريبة من الكنيسة .. إنى على وشك الإفلاس .. قال له الراعى ولما .. قال له صاحب الصيدلية .. إن كل أسبوع كنت أحقق أعلى عائد من بيع المهدئات ومخفضات الضغوط .. لكن وبعد سلسلة عظاتك عن الصلاة المسامحة .. قل بيعى بل إنخفض بنسبة مرعبة ..
قال الراعى .. مرحبا بالفلس المبارك ..
ولكنى أعود .. إلى العبارة المؤلمة .. فى تقرير الآيه .. ( ليس من يدعوا بإسمك .. أو يتنبه ليتمسك بك ) إش 6:64
ترى ما مدى الإرتباط بين الصلاة والتمسك بالله .. إن الصلاة هى المحرك ليد الله لتمسك بك .. وتقودك إلى المراعى الخضراء .. لتشارك جميع المؤمنين ..قداستهم .. وصورتهم لقدوسهم .. نعم فالصلاة تجمع المؤمنين إلى واحد .. وهو القدوس .. الذى خلقك على صورته .. ..
ولن تجد من يقدر غلاوتك عنده .. إلا الله الذى شرفك بصورته .. وأبوته لك .. لا تتأثر .. بمتغيرات .. فهل وجدت إبنا يطلب من غير أبيه .. وهل إذاأخذ هل هو ما يطلبه ؟؟ .. لم أجد فى
العالم سوى آبارا مشققة .. وينابيع جافة عطنة .. وسراب خادع .. بينما .. الدعوة قريبة منك ..والإعلان واضح ..( أطلبوا الرب ما دام يوجد .. أدعوه وهو قريب ..)
إن مكانتك غالية عند الله .. فى هذا الكون الشاسع .. ولقد أعطاك الله المكان الأول .. والمخلوق الوحيد الذى أخدذ الأمر الإلهى بخصوص التسلط على الأرض وإخضاعها .. وهو لم يتركك من دون رحمة فى هذا العالم .. فرغم سقوط الإنسان وتباعده عن الله ,,
إلا أن فى قوة صلاة حارة صادقة .. يستعيد المصلى بها أمجاده التى فقدها ببعده عن الله ,, هل نشكر خالقنا الذى جعل لنا سلم السماء منصوبا .. وملا ئكة الله يصعدون وينزلون عليه .. مستمعين لأناتنا .. ومؤنسين وحشتنا وخوفنا .. وها نحن نسيمع الكتاب يعلن لنا .
. ويتكل عليك العارفون إسمك لأنك لم تترك طالبيك يا رب ( مز10:9)
إننىأضع كل مخاوفى .أمام إلهى . ما يؤرقنى ويهدد سلامى .. لا عن يأس وخيبة .. بل عن يقين أنى فى الموضع الصحيح .. وأمام من بيده أمرى فى كل ما يزعزع حياتى ..
ولم أجد يوما أن الرب تخلى عنى إو أهمل الإستماع إلى أناتى ,, بل من مخاوفى ينقذنى .. وأنا أحمل صلاتى .. كل آمالى عند الرب ,, ففيه كل ما أرجوه وكل ما آمله ..والمر لى حلو فى إستجابته ..
أخيرا أدعوك يا غالى .. لنحرر أنفسنا من الهم والخوف قائلين .. أما أنا فصلاة .. هنا يكون الرب هو إستجابتى .. أستودعك الله القدير رب كل بركة ليملك فى حياتك .. ولإلهنا كل المجد .. آمين ,,
بابا سمير
_________________
