من طرف hany farag aziz الخميس 3 أبريل 2008 - 1:52الراعي
من بين الخدمات التي يقدمها لنا الرب يسوع الآن وهو في السماء بعد ما أكمل عمله الفريد علي عود الصليب هي خدمته لنا كالراعي وقبل ما أخوض في التأمل في شخصية الرب يسوع كالراعي أريد أن أمر علي الرعاة الأتقياء في الكتاب المقدس لكي يترفد المسيح عن كل أبطال العهد القديم والجديد فهو كما وصفته عروس النشيد وقالت عنه " كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين " ( نش 2 : 3 ) وأيضا " حبيبي أبيض وأحمر . معلم بين ربوة " ( نش 5 : 10 ) وايضا جاء في سفر يشوع عن التابوت الذي هو صورة رمزية الي الرب يسوع " ولكن يكون بينكم وبينه مسافة نحو الفي ذراع بالقياس " ( يش 3 : 4 ) ومع العلم أن عدد الرعاة المذكورين في العهد القديم ستة رعاة وياتي الرب يسوع الراعي السابع أي أنه الراعي الحقيقي والرعاة هم : -
1 – هابيل :- وهو أول راعي في العهد القديم حيث نقرأ عنه " وكان هابيل راعياً للغنم " ( تك 4 : 2 ) لكن سرعان ما نري هابيل لم يشفق علي خرافه بل أخذ منها وقدم ذبيحة " وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها " ( تك 4 : 4 )
2 – يعقوب : - وهو الراعي الثاني بحسب ترتيبه في الكتاب ونري يعقوب راعي شاطر وعينيه سهرانة علي الغنم لكن تعالوا معي لنري حال الرعية بحسب كلامه هو نفسه الي لابان خاله " الآن عشرين سنةً أنا معك نعاجك وعنازك لم تسقط . وكباش غنمك لم آكل . فريسة لم أحضر اليك أنا كنت اخسرها . من يدي كنت تطلبهامسروقة النهار مسروقة الليل . كنت في النهار ياكلني الحر وفي الليل ياكلني الجليد . وطار نومي من عيني " ( تك 31 : 38 – 40 ) من هذه القراءات نري علي الرغم من حرص يعقوب وعدم نومه نهار وليلاً خوفاً علي الرعية لكن وجد في غنمه المفترسة والمسروقة
3 - يوسف : - بدأ يوسف حياته كراعي للغنم مع أخوته وهذا من نقرأ عنه في الأصحاح السابع والثلاثون من سفر التكوين واكيد حسب ما عرفنا يوسف انه كان راعي رائع . ولكن سرعان ما نجده تاركاً للغنم وجالسا مع أبيه في البيت الي أن أرسله أبيه ليفتقد سلامة أخوته . ثم بعد أن وصل الي المجد حيث صار الثاني علي كل ارض مصر وتعرفه علي أخوته ونزولهم الي مصر وموت ابيهم يعقوب نراه يعد أخوته قائلاً " فالآن لا تخافوا أنا أعولكم وأولادكم " ( تك 50 : 21 ) لكن في نفس الفصل نري يذكر الكتاب " ثم مات يوسف وهو أبن مئة وعشر سنين " ( تك 50 : 26 ) من جهته أراد أن يعول أخوته وصحيح راعاهم طيلة حياته لكن بعد موته يبدأ سفر الخروج بـ " ثم قام ملك جديد علي مصر لم يكن يعرف يوسف " ( خر 1 : 8 ) .
4 - موسي : - نقرأ عن موسي أنه كان يرعي غنم حميه " أما موسي فكان يرعي غنم يثرون حميه كاهن مديان " ( خر 3 : 1 ) صحيح لم يذكر عن موسي أي نقائص عن موسي بخصوص عنمه لكن كانسان ممكن يتخلي عن غنمه مقابل ضغوط او مشاغل الحياة .
5 – داود : - الحقيقة احبائي نري في داود صورة باهته للراعي الصالح مقارنةً بالراعي الصالح الحقيقي ففي البداية نر ي داود وهو غلام يرعي الغنيمات القليلة التي ليسي أبيه حسب ماجاء في ( 1 صم 16 : 11 ) ونري في ( 1صم 17 : 34 – 36 ) مغامرة الدفاع التي عملها من أجل شاة من الغنيمات كيف انه قتل الاسد والدب وانقذ الشاة من يدها . ونري بعدها في ( 1 صم 17 : 40 – 52 ) أنه غامر بنفسه وقتل الفلسطيني الأغلف وانقذ شعب الله لكن أحبائي يأتي يوم أحبائي داود نفسه في ( 2 صم 11 ) يفترس شاة من غنماته التي سلمها له الرب وهي بثشبع وبعدها قتل زوجها اوريا الحثي وهذا أيضا نفهمه من كلام ناثان الرب له في ( 2 صم 12 : 1 – 6 ) .
6 – عاموس النبي :- فنقرأ في نبوته " فاحاب عاموس وقال لامصيا . لست نبياً ولا ابن نبي بل أنا راع وجاني جميز " ( عا 7 : 14 ) فلم يذكر عن رعايته سوي هذه العبارة لكن كالعادة أحبائي فالإنسان هو الانسان لكي يبقي الرب يسوع هو الراعي الصالح .
7 – الرب يسوع المسيح :- الراعي السابع وهذا ما يجعلنا نعظم كلمة الله ونري دقة الوحي اللفظي للكتاب المقدس فيجب ان يكون الراعي الصالح هو الراعي السابع ولا يخفي عن القارئ ان رقم سبعة هو رقم الكمال وهنا نصل الي موضوع التأمل وهو شخص الرب يسوع الراعي لنا واكرر يأحبائي انني لم اذكر هولاء الرعاة الأتقياء والقديسين سوي ليكون عندنا خليفة عن موضوع رعايتهم لكي ان جاز التعبير نضع اللون الأسود بجوار اللون الأبيض لكي يظهر البياض الناصع لنا في الرب يسوع المسيح وأريد بنعمة الله أن أحصر كل تأملي في ثلاث صفات للرب يسوع كالراعي :-
أ – الراعي الصالح :- وهو ما خدمنا به في الماضي وهذا موضوع أنجيل يوحنا الأصحاح العاشر حيث نري الرب يقارن بين الآجير الذي لا يبالي بالخراف بين الراعي الصالح الذي يهمه كل شاة في القطيع ولا يستطيع أن يستغني عن واحدة منها ويورد ويقول " أنا هو الراعي الصالح . والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " ( يو 10 : 11 ) وهذا يأخذنا الي عمل المسيح علي الصليب حيث أنه بذل نفسه من أجلنا نحن خرافه الخاصة وهذا يتمشي مع المزمور الثاني والعشرون حيث نجد الرب يدفع قصاص خطايانا علي عود الصليب حيث هو " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم " ( 1بط 2 : 24 ) وايضا قال عنه الرسول بولس " ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لاجلي " ( غل 2 : 21 ) .
ب – راعي الخراف العظيم : - وهذا يأخذنا الي الحاضر وقد جاء في رسالة العبرانبن " واله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الابدي . ليكملكم في كل عمل صالح " ( عب 13 : 20 و 21 ) وهنا نري الرب يسوع القائم من الأموات الذي اكمل عمل الصليب كالراعي الصالح يبدا بصفة جديدة رعاية من فداهم كمن هو راعي الخراف العظيم وهذا ما يتمشي مع المزمور الثالث والعشرون حيث انه في مراعي خضراء بربضنا والي مياه الراحة ويوردنا هذا احتياجنا الطبيعي . و أما نحن احبائي كخرافاً بارعين في الضلال والتيهان هذا دور راعي الخراف العظيم يورد نفوسنا ويهدينا الي سبل البر من أجل اسمه . واحيانا نحتاج الي تأديب فهو يودبنا للمنفعة حسب حكمته وأذا سرنا في وادي ظل الموت يكون معنا بعصاه وعكازه الي اخر الأمور الرائعة التي انصح القارئ العزيز أن يرجع الي ( مز 23 ) ليعرف المزيد
جـ - رئيس الرعاة : - وهذا ما جاء في رسالة بطرس الأولي " ومتي ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلي " 1 بط 5 : 4 ) وأن كان الراعي الصالح يأخذنا الي الماضي وراعي الخراف العظيم يأخذنا الي الحاضر فرئيس الخراف يأخذنا الي المستقبل وهذا يتمشي مع المزمور الرابع والعشرون . نري الرب يسوع بعد ماخدمنا كالراعي الصالح وخلصنا من خطايانا بموته علي الصليب وايضا هو الآن في السماء يراعنا ويقوتنا كراعي الخراف العظيم سياتي يوم وهذا عن قريب بعد مايآتي وياخذنا ويخطفنا الي السماء من الغضب الذي سينصب علي العالم حسب ماجاء في سفر الرؤيا سيظهر يوماً الي العالم فمتي ظهر رئيس الرعاة وننال اكليل المجد الذي لايبلي .
ليت القارئ العزيز أن يكون تمتع بالرب كالراعي الصالح وخصص عمل المسيح له هو شخصياً لكي يستفيد به كراعي الخراف العظيم وعندما يآتي قريب ويظهر الي العالم نملك معه .
أمين ِ
الكويت في
3 ابريل 2008 م [/size][/b]
