لقاء الأحد (5)
صلاة ,,
لا تذكر خطايا صباى ولا معاصى كرحمتك أذكرنى أنت من أجل جودك يارب ’’
(مز7:25)
كم هو جميل أن تعود بين الحين والحين إلى أيام غالية عشتها فى بلد تحبه وتحب ترابه الذى خطوت على أرضه أول خطوات لك فى الحياة ,,
وأجمل أن تلاقى أحباء لك باعدت المسافات بينك وبين لقائهم زمنا ليس بقليل ,,
ورائع أن يعود الزمن الجميل بكل ما فيه من تذكارات عالقة بالذاكرة ,و أنت تركب قطارا يعبر بك مسافات وبلاد متعددة .. لتنزل منه أخيرا لتجد فى إنتظارك وإستقبالك ,, كما من الذكريات الحلوة والمرة شكلت فى مجموعها حياة عشتها ,,رسمت صلاحها وبأخطائها ملامحا عاشت معى ورافقتنى بنتاج تأثيراتها’’
كان لقاء الأيام السالفة رائعا ,,
وهنايجدر بى أن أعود بذاكرتى شوطا طويلا ,لأجد تلك الآية الرائعة تحتل وتتصدر مقالى ,,
كم كنت غافلا ,,
كم عاقتنى خطايا صباى وجهالاتى عن الإلتقاء بالرب !!
بالتأكيد وأنا أعبرعلى السنين التى أريد أن ألملم أطرافها ,,أجد أن حقيقة جديرة بالإحترام والإعتراف بها ,,
ما دمنا فى العالم ,,
فإن الأشواك تكتنف سبيلنا ,,
ولذافقد كانت تلك الأشواك مرات عائقا أمام شبابى الذى يريد أن يلتقى بالنقاء والصفاء ,,
بالحب وبالعطاء ,,
كم كانت تلك الأشواك التى تتمثل فى
رغبة أو عادة أو سلوك !!
كم عاقتنى وجرتنى بعيدا عن ركوب عربة القداسة ,,
كم حالت رغائبى حينا عن الإلتقاء بركابها من أنقياء القلوب ,
فتمررت وحزنت ..
وإبتليت وشقيت ,,
وخسرت وندمت ,,
ولكن ,,
لم أستعذب حياة الشقاء طويلا ,,
ففطنت ومع عشيرة المؤمنين إلى طريق العودة ,
وكان بمحطة السلام ,,
كان يسوع بالإنتظار ,,
تعانقنا وتصافحنا ,,
تلاقى الهارب مع المنتظر ,,
وأعاد الآب الشرف من جديد إلى الإبن ,,
أعاد لى أولا طمأنينتى المفقودة ,,
وأراحنى بعد تعب ومشقة .
اطعمنى وأشبعنى على مائدته من جديد ,,
أمر خدامه أن يعيدو حلتى الملكية لى ,,
وأحضر خاتم البنوة لى من جديد ,,
كان لقاءا مذهلا,,,,
لا يقره واقع ولا يعترف به عرف أو تقليد ,,
لكنه عرف السماء ,,
وحقيقة الآب ,,
أسمعنى صوته المحب فإرتميت بحضنه أتحسس وجهه وأسمر عينى أمام ملامحه لأشبع منها فقد حرمت من جمالها طويلا ,,
وقد كنت أوشك أن أتناساى تقاطيع وجهه الجميل المريح ..
إحتجت لحظات كى أسترجع نغمات حلو حديثه ورائع مقاطع كلماته ,,
فقد سدت أذنى أصوات عالم تجمعت قواه الآثمة حولى
فأفقدتنى التمييز بين الأصوات وتداخلت انغمات فصارت كلها نشازا ,,
كان لقائى بيسوع رائعا فى ذكريات إسترجعتها فى سفرتى ,,
وظن من يرافقونى أنى متعب مجهدمن طول وقت الرحلة ,,
فطمأنتهم ,,
أننى فى أسمى حالاتى ,,
وأهنأ أوقاتى ,,
وهنا نطقت شفتاى ,,
خطايا صباى وجهالاتى لا تذكرها يارب ’’
أذكرنى أنت من أجل صلاحك يارب ’’ من أجل إسمك يارب تغفر لى خطيتى ,,
نعم أن تعودإلى الذاكرة ,,
وتتذكر الأيام السالفة ,,
ترى كم أنت بإحتياج أن تردد تلك الآية التى تعتبر أن ما أنفقته من الأيام بعيدا عن الرب هو ضرب من ضروب الجهل ,,
كم كنت تائها عن طريق الأمل والرجاء ,و
فهل تتوق الآن ,, أن تصلى ,,
من أجل إسمك يارب ,, إغفر لى خطيتى !!
إبنى وإبنتى الأحباء ,,
كنت شابا مثلكم ,,
مررت بكل تجاربكم وصراعاتكم ,,
خضت البعض منها بنجاح ,, وفشلت فى الكثير ,,
ولكن وجدت من يمسك بيدى ,,
ويحررنى من عبودية ضعفى ,
كان الرب معلنا لى فى كلمته ,,
أمن من يقبل إليه لا يخرجه خارجا ,,
فقبلت خلاص الرب وأنا على هذه الأرض
وأنا بعد شابا مثلكم ..
ووجدت من يستقبلنى مرحبا,,
ولكن ,,
سيأتى قريبا اليوم
الذى فيه يدعونا من الأرض هذه إلى السماء ,
إلى قصر الملك الممجد ,,
حيث نعيش معه إلى الأبد ,,
ولن يكون شقاء الموانع فيما بعد ,,
ولن تكون هناك رغبة أو عادة أو سلوك يحول بينى وبين إمتلاك السماء والتنعم بمباهجها ووسطها المسيح ,,
فقد محيت تلك الموانع و لا وجود لها بتلك المدينة النورانية ,,
ولن أتنازل عن حقى ومكانى بعربة القداسة لتلحقنى بعشيرة النقاء والصفاء
عشيرة ليس لها من إسم إلا أنقياء القلوب وأحباء الرب وأتقيائه ,,.
وبعد ,
قارئى الكريم ,,
هل لك أن تغتنم فرصة رائعة وأنت تتلاقى حينا وذكريات وأحداث عبرت بسماء الحياة ,,
فتقول ,,
إلى هنا أعاننى الرب ,,
صلى وبلا تردد ,,
يارب أعنى على المسير ,,
بل أصلح من خطوتى وقوى قفزتى لألحق بقطار القداسة,
وأحتل مكانى وسط عشيرة المؤمنين ,,
يارب
لا تذكر خطايا صباى ولا معاصى كرحمتك أذكرنى أنت من أجل جودك يارب ’’
وهنا تتلقى ردا مباركا فى وعد أبدى ,,
تعالوا ,,
لأن كل شيئ قد أعد ,,
ومن يقبل إلى لا أخرجه خارجا ,,
دمتم بكل سلام ..
وإلى لقاء أستودعكم محبة القدير
بابا سمير